على طول الخط، ومع تعاظم حالة المقاومة في الضفة، كان قلق أجهزة الاحتلال الأمنية من امتلاك المقاومة القدرة على إنتاج صواريخ محلّية الصنع يرتفع. لكن تطوّرات الأمس، أثبتت أكثر من أي وقت مضى، أن ما كان يتهيّبه العدو، ويخشى وقوعه، بات قريباً جداً من التحقّق، إذ أعلن جيش الاحتلال، أمس، أن «صاروخاً انطلق من منطقة مدينة جنين، وانفجر في مناطق السلطة»، مضيفاً أن قواته «تحقّق في الحادث». من جهتها، تبنّت «كتيبة العيّاش»، التابعة لـ«كتائب القسام»، الذراع العسكرية لـ«حماس»، عملية الإطلاق، ونشرت مقطع فيديو يُظهر انطلاق صاروخين، نجح أحدهما في التحليق مسافة أبعد من الثاني. وفي وقت سابق، كانت أجهزة الاحتلال الأمنية كشفت عن اعتقالها الشهر الماضي شاباً فلسطينياً، على خلفية العثور على قذيفة صاروخية في منطقة مفتوحة خلف جدار الفصل العنصري في بيت حنينا قرب القدس المحتلة، بالتزامن مع «مسيرة الأعلام». وفي أيار الماضي، أعلن جيش العدو عثوره على منصّة إطلاق صواريخ في قرية نزلة زيد قرب جنين، شمالي الضفة. ويشير هذا السياق إلى محاولات حثيثة يبذلها المقاومون للوصول إلى القدرة على تصنيع وإطلاق صواريخ من الضفة الغربية باتجاه المستوطنات المحيطة، حيث يمكن بصواريخ بدائية ذات مديات قصيرة، الوصول إلى العمق الإسرائيلي. وتداول المعلّقون الأمنيون والسياسيون في الكيان، أخبار الصواريخ باهتمام وقلق كبيرين، إذ عبّر هؤلاء عن خشيتهم من تطوّر هذا المسار، مشيرين إلى أنه «في عام 2001 تم إطلاق صاروخ من قطاع غزة، ثم أدّت سياسة الاحتواء إلى إطلاق صواريخ بلا توقف علينا لأكثر من 22 عاماً». كما طالبوا الحكومة بـ«اتخاذ قرار اليوم، والردّ بقوة على إطلاق الصواريخ من جنين، وإلا فإن مناطق العفولة وجلبوع ومجدو، ومناطق أخرى، سيتعيّن على الإسرائيليين فيها الذهاب إلى النوم في مدن الوسط هرباً من الصواريخ».